منتدى الدين الإسلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم(1)

اذهب الى الأسفل

فى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم(1) Empty فى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم(1)

مُساهمة  Admin الإثنين يوليو 06, 2009 6:23 am

بسم الله الرحمن الرحيم
في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونسائا واتقوا الله الذي تسائلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلاة في النار.
أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات، يا أحباب رسول الله:
سنعود قرونًا عديدة خلت ونقلب صفحات كثيرة مضت، نقرأ فيها ونتأمل سطورها، ونقوم بزيارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عبر الحروف والكلمات.. سندخل بيته صلى الله عليه وسلم ونرى حاله وواقعه ونسمع حديثه، نعيش في البيت النبوي، نستلهم الدروس والعبر ونستنير بالقول والفعل والأثر.
لقد تفتحت معارف الناس وكثرت قراءاتهم وأخذوا يزورون الشرق والغرب عبر الكتب والرسائل وعبر الأفلام والوثائق، وعبر الفضائيات والطرق السيارة للمعلومات، ونحن أحق منهم بزيارة شرعية لبيت الرسول صلى الله عليه وسلم نطل على واقعه جادين في تطبيق ما نراه ونعرفه، ولضيق المقام نعرج على مواقف معينة في بيته، علنا نربي أنفسنا ونطبق ذلك في بيوتنا.
أخي المسلم، أختي المسلمة: نحن لا نعود سنوات مضت وقرونًا خلت لنستمتع بما غاب عن أعيننا ونرى حال من سبقنا فحسب، بل نحن نتعبد لله عز وجل بقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والسير على نهجه وطريقه، امتثالاً لأمر الله عز وجل لنا بوجوب محبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
يقول الله عز وجل عن وجوب طاعته وامتثال أمره صلى الله عليه وسلم وجعله إمامًا وقدوة: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(سورة آل عمران، الآية: 31.).
وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (سورة الأحزاب، الآية: 21).
وقد ذكر الله طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في نحو من أربعين موضعًا في القرآن (مجموع فتاوى ابن تيمية 1/4) ولا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ.
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم حبه من أسباب الحصول على حلاوة الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..."(متفق عليه).
وقال عليه الصلاة والسلام: "فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده"(رواه مسلم).
وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة زكية منها نتعلم وعلى هديها نسير.
والرحلة إلى حيث بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية دقائق حياته وأسلوب معاملته أمر مشوق للغاية خصوصا إذا احتسبنا فيه الأجر والمثوبة. إنها عظة وعبرة، وسيرة وقدوة، واتباع واقتداء، وهذه الرحلة رحلة بين الكتب والرواية على ألسنة الصحابة
ونحن في هذه لن نتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك من خصوصياته، قال ابن وضاح: «أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة» (القصة في البخاري ومسلم).
وقال ابن تيمية رحمه الله عن غار حراء: وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة يتحنث فيه، وفيه نزل عليه الوحي أولاً، لكن من حين نزل عليه الوحي ما صعد إليه بعد ذلك، ولا قربه، لا هو ولا أصحابه، وقد أقام بمكة بعد النبوة بضع عشرة سنة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة أتى مكة مرارًا في عمرة الحديبية، وعام الفتح، وأقام بها قريبًا من عشرين يومًا وفي عمرة الجعرانة، ولم يأت غار حراء ولا زاره..» (مجموع الفتاوى 27/251).
ها نحن نطل على المدينة النبوية وهذا أكبر معالمها البارزة بدأ يظهر أمامنا، إنه جبل أحد الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «هذا جبل يحبنا ونحبه» (متفق عليه).
وقبل أن نلج بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونرى بناءه وهيكله، لا نتعجب إن رأينا المسكن الصغير والفراش المتواضع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وكان متقللاً منها، لا ينظر إلى زخارفها وأموالها: «بل جعلت قرة عينه في الصلاة» (رواه النسائي).
وقد قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا: «مالي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها» (رواه الترمذي).
وقد أقبلنا على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن نستحث الخطى سائرين في طرق المدينة، هاهي قد بدت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنية من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مرضومة(أي بعضها فوق بعض) وسقوفها كلها من جريد.
وكان الحسن يقول: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي (الطبقات الكبرى لابن سعد 1/499، 501، وانظر السيرة النبوية لابن كثير 2/274).
إنه بيت متواضع وحجر صغيرة لكنها عامرة بالإيمان والطاعة وبالوحي والرسالة!
صفة الرسول صلى الله عليه وسلم
ونحن نقترب من بيت النبوة ونطرق بابه استئذانًا.. لندع الخيال يسير مع من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لنا كأننا نراه، لكي نتعرف على طلعته الشريفة ومحياه الباسم.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير»(البخاري)
وعنه رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعًا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئًا قط أحسن منه» (البخاري).
وعن أبي إسحاق السبيعي قال: «سأل رجل البراء بن عازب: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر»(البخاري).
وعن أنس رضي الله عنه قال: «ما مسست بيدي ديباجًا ولا حريرًا، ولا شيئًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم »(متفق عليه).
ومن صفاته عليه الصلاة والسلام الحياء حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه»(البخاري).
إنها صفات موجزة في وصف خلقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه وقد أكمل له الله عز وجل الخلق والخلق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
أما بعد عباد الله، نواصل زيارتنا للحبيب صلى الله عليه وسلم،
أما حديثه صلى الله عليه وسلم وكلامه، وما هي صفته وكيف هي طريقته لنستمع قبل أن يتحدث عليه الصلاة والسلام.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بين، فصل، يحفظه من جلس إليه»(رواه أبو داود).
وكان هينًا لينًا يحب أن يفهم كلامه، ومن حرصه على أمته كان يراعي الفوارق بين الناس، ودرجات فهمهم واستيعابهم، وهذا يستوجب أن يكون حليمًا صبورًا.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامًا فصلاً يفهمه كل من يسمعه»( رواه أبو داود).
وتأمل رفق الرسول وسعة صدره ورحابته وهو يعيد كلامه ليُفهم.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثًا لتعقل عنه»( رواه البخاري).
وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف الناس ويهدئ من روعهم، فالبعض تأخذه المهابة والخوف. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل يرعد فرائصه فقال له صلى الله عليه وسلم: «هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد»(رواه ابن ماجه).
Admin
Admin
المدير العـــام
المدير العـــام

عدد المساهمات : 77
نقاط : 415
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
العمر : 31
الموقع : islamiques.yoo7.com

https://islamiques.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى